ابو مصطفى" رجلٌ و الرجالُ قليلُِ "

قبل فترة وجيزة، نقلت احد الأخبار الغريبة من وكالة بترا الأردنية، و كان الخبر يتحدث عن رجل فاق المئة عام و يبحث عن عروس. أعتقد ان ما عليه فعله هو ان يلتقي ب "ابو مصطفى" ، و ما ادراكم من هو ابو مصطفى....رجل تزوج ٩ نساء...و إليكم قصته نقلاً عن سهير الجرادات من وكالة بترا.

محمود ابو غلوس " ابو مصطفى" ٥٥ عاما. تزوج تسع مرات ويحتفظ الان"تحت مظلته" بثلاث زوجات فقط بعد ان طلبت زوجته التاسعة تعهدا بان لا يتزوج العاشرة الا بعد مضي شهر على زواجهما .
الا ان احد ابنائه البالغ عددهم ٢٨ ولدا وبنتا يقول انه لن يفعل كوالده ولن يتزوج اكثر من واحدة بينما يوءكد رئيس المجلس الاعلى للسكان ان حالة ابي مصطفى فلسفة مبنية على جهل .
" ابو مصطفى " يقول لوكالة الانباء الاردنية انه من دعاة الزواج المتعدد لدرجة انه منح نفسه" كدعابة" لقب نائب رئيس جمعية تعدد الزوجات فيما اسند مهمة رئاسة الجمعية الى عديله السعودي الذي تفوق عليه ووصل عدد زيجاته الى ٢٠ امراة.
ويوءكد مدير المركز الثقافي الاسلامي في الجامعة الاردنية ان ابي مصطفى غير متفهم للشريعة الاسلامية .
زوجته الثامنة احبت الزواج به قبل اربع سنوات لتعيش تجربة الزوجات في مسلسل الحاج متولي في حين طلبت زوجته التاسعة تعهدا من زوجها ان لا يتزوج العاشرة الا بعد مضي شهر على زواجهما.
ويؤكد ابو مصطفى ان كثرة الزواج ليس وجع راس ..
" ابو صطيف" كما يحلو لزوجاته مناداته من سكان منطقة المقابلين واب لعشرين فتاة وثمانية شباب وجد لثمانية عشر حفيدا ..لم يكمل من تعليمه الا الصف السادس الابتدائي ويمتلك عدة شركات للادوات الصحية يعمل فيها ٤٢ موظفا وعمارتين وفي عام ١٩٩٧ اصيب بجلطة في الدماغ ضعضعت اوضاعه المالية الا انه تزوج بعدها خمس نساء ليمنحنه السلوى والحنان والعناية كما يقول.
وتبين دراسات دائرة الاحصاءات العامة بأن متوسط الاسرة الاردنية
يبلغ (٥،٣) فردا الا ان ابو غلوس كان خارج هذه الاحصاءات .
ويخصص ابو غلوس عمارة من عمارتيه لزوجاته ومطلقاته واولادهن وينفق على المطلقات اكثر من زوجاته الثلاث كونهن يقمن برعاية اولاده لانه يرفض كما يقول ان تربي زوجة الاب الابناء ويؤمن بالمثل القائل " امرأة الاب غضب من الرب " اما النساء اللواتي تزوجن به ولم يرزقن بأولاد فقد سرحهن باحسان لأهاليهن .
ويؤكد ابنه احمد(١٧عاما ) الذي ترك المدرسة قبل ان ينهي الصف الثامن ويعمل في احد فروع شركات والده الى جانب ثلاثة من اخوته تركوا المدرسة انه لن يفعل كوالده ولن يتزوج اكثر من واحدة لانه حسب قوله "اللي بيجرب وبذوق المر ما بذوقه لابنائه ويتعلم من خطأ والده وما بيعيدها" .
ويصف ابو غلوس الزواج الثاني بانه اصعب زواج ثم " تفرط المسبحة" والزيجات التي تلي ذلك تكون من كيد النساء انفسهن كما يقول ..فالاولى تزوجك الثالثة لكيد الثانية وهكذا الى ان وصلت زيجاته الى تسع .
يرفض فكرة المناداة بحقوق المرأة ..فالنساء حسب رايه حاصلات على حقوقهن مطالبا باعطاء الرجل حقوقه المهضومة .
وحول موقفه من ازواج بناته اذا ما رغبوا بالزواج على بناته يقول "لا استطيع ان احرم على غيري ما حللت لنفسي ..فالامر طبيعي للغاية" .
اما العروس الجديدة التي تحمل رقم تسعة بين الزوجات والملقبة بأم ابراهيم فتقول " ان اهلها لم يعارضوا زواجها من ابو صطيف فهو شيخ تقي ومقتدر" ولا تنسى كيف انه تزوجها " جبران خاطر " لها بعد فسخ عقد قرانها مع شخص كان قد اختاره لها ابو مصطفى .
وتقول ان زوجها يحب الخلفة وضد تنظيم النسل لدرجة انه غضب من احدى زوجاته لعلمه انها تستعمل مانعا وكيف اصطحبها الى الطبيب لاعطائها علاجات لتتمكن من انجاب توائم .
وحول علاقتها مع "ضرايرها" فتصفهن أنهن لطيفات وقابلنها مقابلة الاخوات واقمن لها مادب عشاء تكريما لها ولكنها لم تتعرف بعد على زوجاته المطلقات .
اما الزوجة الثامنة الملقبة بأم بدر ( ٢٦ عاما) فتعلق على زواج زوجها التاسع بقولها "بيلبقلوا ابو صطيف ..ولكن ما ازعلني وألمني اني خسرت لقب 'عروس' ".
ولدى سؤالها عن موقفها من زواج بناتها من رجل متزوج قالت " سأقدم لزوج ابنتي النصيحة بأن لا يدخل ضرة على ابنتي لانه والله امر صعب وجرح صعب ان يندمل " .
الدكتورة وسام بريك رئيسة قسم علم النفس في جامعة عمان الاهلية تفسر حالة الرضى عند الزوجات بانهن حتى لو ادعين بانهن سعيدات فهي عبارة عن حيلة دفاعية نفسية لاظهار عكس ما يخفين وهو ما يسمى التكوين العكسي .
وتقول "ان مثل هؤلاء الرجال يبحثون عن شئ لا يستطيعون تحديده.. فهم يعيشون في حالة من الضياع ويعتقدون انهم سيحصلون على الاشباع بتعدد الزوجات وكونهم لا يحصلون على الاشباع فانهم يستمرون بالزواج ..فالعلاقة السليمة هي مع زوجة واحدة".
وتتمنى ان لا تكون مثل هذه النماذج كثيرة في مجتمعنا وان تبقى اسرنا قائمة وسليمة لا ان تتحول الى بيوت لاشباع النزوات فقط .
وتشير احصاءات المحاكم الشرعية والكنسية خلال عام ٢٠٠٤ الى تسجيل '٣٣٠٠ حالة' زواج ثان بين الرجال .
"وعادة ما توافق المرأة على الزواج برجل متزوج للهروب من العنوسة الى جانب الضغوطات الاقتصادية والمجتمع والاهل اضافة الى الخوف من وفاة الوالدين والانتقال للعيش مع الاخوة وزوجاتهم لان المجتمع يرفض بقاء الفتاة بمفردها في المنزل" حسب قول الباحث الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي.
أما الدكتور احمد العوايشة مدير المركز الثقافي الاسلامي في الجامعة الاردنية فيقول ان ابي مصطفى غيرمتفهم للشريعة الاسلامية من اباحة التعدد .. فالتعدد ليس معناه ظلم الزوجات الاخريات بالطلاق ولا بالمفاخرة بين الناس بانه تزوج ٩ نساء وانما ينبغي ان يكون الزواج بالحدود التي شرعها الله تعالى ..لا ان يتزوج كما يريد ويطلق كما يريد.
ويضيف انه اذا كان الله وسع على ابي مصطفى فليس معناه ان يسرف ويبدد امواله من اجل زيجات متعددة .
يقول الدكتور زهير الكايد رئيس المجلس الاعلى للسكان ان حالة ابي مصطفى لحسن الحظ من الحالات الشاذة القليلة غير الطبيعية التي لا يمكن القياس عليها في المجتمع الا انها موجودة نتيجة لمواقف او فلسفة شخصية مبنية على جهل غير قادرين على مواجهة امور الحياة .
ويشير الى ان المجلس ومن خلال جولاته في مختلف انحاء المملكة وجد حالات مشابهة لحالة ابي مصطفى تركزت في المناطق الشرقية في البادية وعند اقليات .
ويبين ان مثل هذه الحالات تم ربطها بتدني المستوى التعليمي واعتقادهم بان كثرة الابناء عز وعزوة لايجاد مصادر دخل للعائلة ..وهناك حالة مشابهة تم تسجليها لرجل متزوج من اربع زوجات ولديه '٤٢' ولدا وبنتا .

اردت ان اضع بعض التعليقات على هذا الخبر و هذه الظاهرة، و لكني اعتقد بأن المقال لا يحتاج لأي تعليق.